السبت، 12 مايو 2012

سكرات الاشتياق.


لم أعد قادرا على حبس الدموع بعدما أصبحت أيامي سكرات موت في احتضار طويل الأمد .. الله وحده يعلم متى ينتهي ومتى تنفلت الروح من حبائل تلك الآلام المفرطة.

إنني أتألم بشدة ويتحرق قلبي وأحيانا أود أن أبكي لولا تماسكي وكثيرا أسمع صدى البكاء في صدري كنحيب ثكلى طال بكاؤها.
لم يعد لدي رغبة في العمل ولا حتى الاستمرار في الحياة ، لا أريد أن أكون جادا ولا لاهيا ، ولست أدري من أين تسربت إلى نفسي أعراض الإحباط رغم أنني أومن بالله وقضائه وقدره وأومن برحمة الله الواسعة ولست من القانطين .
إنني بطبعي متفائل جدا ولا يغيب عني الأمل أبدا حتى في اللحظات النادرة التي أتظاهر فيها باليأس.
ليست لدي أي رغبة في الحديث مع أحد أو الكلام في أي شيء وأصبح الرد على الهاتف ثقيلا جدا على نفسي حتى أنني أبذل جهدا مضاعفا لأخفي آلامي عندما يتصل بي أهلي وخصوصا أمي.
نعم أريد أن أفقد اتصالي بكل العالم أريد أن أكون هناك بعيدا في راحة الخلود بين يدي ربي حيث لا هم ولا شوق ولا نصب.
تمزقني أشواق وأفكار وهواجس ..
وشبح اليأس يتراءى لي بين ساعة وأخرى يريد أن يطفئ في قلبي نور الأمل ويبقي لي جمرات الاشتياق.
نعم أخشى الفراق.
أخشى أن يتبدد لدي يوما أمل اللقاء.
أخشي ذلك الحرمان الأبدي حيث لا جدوى للبقاء.
أيلقى ذلك القلب حتفه هكذا بلا جريرة ارتكبها غير شعور نقشته أيادي النقاء .
كيف يذبح ذاك القلب ويدفن في جسدي ويطلب مني أن أستكمل رحلة الحياة.
أي حياة تلك قد تكون !!!
تعلمت وتربيت ونشأت على أن أكون متسقا مع ذاتي وأفكاري ومعتقداتي وأخلاقي وعاطفتي  ، وعلمت أن كل ذلك هو الوقود الذي تسير به قاطرة حياتي ..
كيف تستمر قاطرة حياتي بخلل أصاب صميم القلب فأرداه صريعا!!
كيف تستمر القاطرة في المسير بدونك أو بغيرك بعدما احتواك القلب وحدك حتى لم تتركي فيه مثقال ذرة لأنفاس تبقيه على قيد الحياة من دونك ..
نعم أشعر بإحباط لم أشعره من قبل.
نعم هو الإكتئاب الكبير.
أنا عالق في حبك بين نسمات لقاء بات صعبا جدا ، معلق بأغلال ابتعاد ثقال تكبلني كلما حاولت الاقتراب.
أردت الاقتران بك في حياتنا الأولى وفي الآخرة فأصبح المكان الذي يحتويك منطقة محظورة لا ينبغي لي الاقتراب منها.
لماذا بنيت كل تلك الأسوار بيننا وليس على الأرض مخلوق يستطيع إسعادك مثلي؟!
أهو كبرياء المبدأ الذي تعيشين من أجله وعاشت من أجله كل نساء الأرض التعسات؟!
حب الامتلاك!
إن بعض المبادئ عيب خصوصا عندما تتعلق بمراعاة الآخرين الذين لا يشغلهم أمرنا إلا من باب ثرثرة النساء.
أمن أجل ثرثرة نساء تقضين على سعادة قلب امتلأ بك حتى الموت دونك؟!
نعم أنا أفكر بصوت عال .. أناقش نفسي .. أراجع ذاتي .. فلعلي أعرف سببا غيرك أصابني بالإكتئاب..
أنت لست رغبة تتوق نفسي إليها ثم تنتهي الرغبات .. لو كان الأمر كذلك يكفيني الابتعاد عنك ثلاثة أيام حتى أنساك ويصبح من الصعب تذكر ملامحك بعد ثلاثة أسابيع ويصبح تذكر اسمك بعد ثلاثة أشهر من رابع المستحيلات .. لكنها يا حبيبتي ليست رغبة فقط فيك إنه شعور أصيل صعب جدا أن تحتويه الكلمات إنني أريد أن أشاركك كل لحظات الحياة وكل مفردات الكلام وكل أنفاس الهواء.
إن الموت بين يديك أحب إلي من الخلود بعيدا عنك..

مصطفى إسماعيل