الاثنين، 21 نوفمبر 2011

مكتوب عليكي يا مصر


مكتوب عليكي يا مصر

مكتوب عليكي يا مصر
 ثورة من شوطين
 شوط ترفعي راسك
وشوط تشنقي فيه الفاسدين
والتمن زهرة شبابك
أسيادنا وأسيادك
الورد اللي فتح زين الميادين

مكتوب عليكي يا مصر
ترفعي راسك
وتشربي النصر
وتفرحي ناسك
وتسقي الجبان
والفاسد والمخلوع
والمشين واللعين
المر في كاسك
أصيلة يا مصر
جميلة يا مصر
وأحرارنا حراسك

مكتوب عليكي يا مصر
تكملي دينك
ومين هيحصنك
يا ست المحصنات
غير الأبرار الأحرار
اللي دمهم
بيروي حاضر ومستقبل
بساتينك
لو تسأليني
مين أنا
واحد كل أمله
دمه يسيل
على طينك

مصطفى إسماعيل

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

خطوتان


بينك وبينى خطوتان
اثنتان
الأولى تأخذنى قدمى إليك
ببراءة طفل صغير
عنيد
نحذره .. ونزجره
ونضع الألعاب الحلوة
نشغله
نحاول مرة بعد المرة أن نفتنه
حتى يتراجع
أبدا أبدا لا يوجد شيئ يرجعه
أحضرنا كل الألوان
ورسمنا فراشات
وزهورا وطيورا
تشدو فى البستان
وهو ما غير وجهته
طفل لا يدرى بوصلته
يسبح فى عينيك
ويبتسم
عيناك تغرقه حنانا
أحيانا
عيناك تقسو
وتنهره
يحاول أن يخطو ثانية
أو يحبو
والأمل يتراءى لعينيه
وهو لا يدرى معنى الأمل
خطوته قد تهدم سورا
قد تبقى نورا
قد تنبت أشجارا وزهورا
وتشيد بيوتا وقصورا
قد تشبك يدك فى كفيه
برباط حلال موصولا
تنزلق القدم ولا يقع
ينتظر قد تخطو إليه قدماك
يشعر حركة رجليك
ينظر إليك ويبتسم
ينابيع الفرحة فى عينيه
تروى خدين
تكتب اسمين
بماء و ورود ترتسم
قدماك سبقت خطوته
تقترب كثيرا فرحته
أنوار الكون تخايله
وهو لا يدرى
قدماك جاءت تركله

مصطفى إسماعيل

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

حسبك حبيبتى


حسبك حبيبتى
لا تهددينــــــا
فلم نقترف إثما
حتى تتوعدينـــــا
ولم نخدش حياءك
ولم نلمس وقارك
ولا نقبل بذلك
فلماذا تزدرينا
فإنا لسنا من الجبناء أبدا
وليس الجبن صفة تحتوينا
فإنك إن أنفذت قولك
كان أهون من أن تنذرينا
فإن الدهر كان قد بلونا
فصبرنا وأبدا لا نلينا
وذقنا حلوه زمنا طويلا
وعلى العزة قد ربينا
والضعف لا يعرفنا حتى
نطيعه ونحنى الجبينا
ولا يرهبنا قول أو فعال
لكن خسارتك أعظم ما ابتلينا
فإن كنت جاهلة بنا
فعليك إذن أن تعرفينا

فإن كنت قد آيقنت أن الجبن صفة لنا
فقد أيقظت وهما كنا فيه قد غشينا
فقد كنا نمنى النفس فى هواك
لعلك يوما تقبلينا
وكنا نظن رجما بغيب
أنك فى ساحة العشق تبادلينا
فكانت رسائلنا ترانيم لشمس
غابت يوم صرت تهددينا
فإن كنا الآن قد أوقفنا رسائلنا
فليس لخوف يعترينا
لكنا الآن قد أيقنا أن قلبك
ليس يتسع ليحتوينا

فالمرأة الحرة أبدا لا تحب الجبناء
ولسنا كذلك إلا إنك منهم تحسبينا
وأبدا سيظل القلب معلقا
بصورة رسمناها بشعور أطغاه الحب فينا
صورة أوقفت الزمان
لحدود رسالة ظننتى بها أن ترهبينا
صورة ما زلنا نعشقها
فما كنا للحب يوما منكرين
صورة لم تعد تشبهك
ولا تتغير وأنت تتغيرين
فاعذرى قلبا هواك
إن كنت للأعذار تقبلين

مصطفى إسماعيل

الخميس، 10 نوفمبر 2011

مصرع النهار


شمس تغيب !!
 فيلقى ذاك النهار في قلبي مصرعه
 بلا عزاء ولا مراثي تودعه
فقط  وحده الصمت الأبدي يلف الفؤاد وينزعه
ومراسم النور يتلاشى شعاعها
 في جعبة ليل كفيف أصم
 لا يرى الأمل ولا يسمعه
فيا لعذاب الروح ، وضلالة العقل
 في برزخ كئيب مظلم
لم أحاسب فيه ولم ينادى بكتابي فأرفعه
وأراني مشدودا كل صوب
 ومنقذي غاب عني مطلعه
فأصرخ عله يأتي
 فإذا به يغلق عني مسامعه
 فأدرك أنني مت
ولا بعث قريب للنهار فيرجعه
فترد روحي عليَ مصفدة
 ترتدي جسدي ساعة وساعة تخلعه 
ياله من ألم رهيب !!
 بُعد الحبيب 
 ما أفزعه 
 يموت الناس مرة
 أما أنا
 فقد جعلني الموت عند كل غروب
 لعبته ومرتعه !


مصطفى إسماعيل

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

انتـفـــــــاء الحـــــب

فى مساء يوم من أيام الغربة ركبت "تاكسى" عائدا من العمل إلى البيت , وكان السائق من أبناء الصعيد وكان متألما محطم القلب قص علىَ قصته ولا أدرى لماذا قصها علىَ ، ورغم أنى كنت فى مزاج سىء وبطبعى لا أحب أحاديث السائقين والحلاقين لكنى انفعلت معه وتأثرت بمشاعره الصادقة وحزنه العميق وانكسار قلبه وكنت أستمع إليه فقط  دون أن أشاركه الحديث بينما آلة الخيال لدى تعمل بكل طاقتها وتيار الوعى يتدفق فى هدوء كالوقود الذى آنس فى نفسى قبس من نار فارتفعت ألسنة اللهب داخل وجدانى فكان حديثه بمثابة مونولوج داخلى لكنه مسموع  فصغت المشهد الأخير من قصته كما تخيلتها فى السطور الآتية علنى أكون صادقا فى نقل هذا الشعور وإن كنت قد سكبت عليه بعضا من ذاتى .


انتـفـــــــاء الحـــــب

قالت :
           أنت وهم سيطر على وجدانى أنت سراب بين العاشقين

          صنعتك بقلمى ورسمت ملامحك بقلبى بين أحزان وأنين

          فإن كنت قد أحببتك يوما فقد بات ذلك من أساطير الأولين

          كذبة كان هواك فقد علمتنى أن لا أحب  الخائنين      

          فاليوم قد غادرت قلبى بلا ذكرى ولا عزاء للكاذبين

          ارحل اليوم عنى أو مت فليس فى قلبى شوق إليك ولا حنين

فقلت:

من بلاد الحقيقة قـــد أتيــــــــت ولست دربا من خيــــــــال الأولين

ولم تكـــــــن قصتى قيـــد أنامــــــلك بل صـــــاغها رب العالمـــين

فإن يكــــــن مــــوتى نهـايــــــة قصــة فهى بــاقيـــة بقاء الخالدين

يعــرف حقها كل ذى قلــــــب وفى  ويغفــل عن فهمهـــا الخائنين

الذين راحـــــوا وراء كل مبرر زائف لينـــــــــــام ضميرهم ويستكين

بعدما سقطوا من عيون رءوسهم قبل أن تسقطهم عيون الآخرين

وإن كان قلمــك قلم كاذب يسطر الأكاذيــــب فإنــــك أيضا تكذبين

أمـا قلمـى فـروضتــــه فارتــــاد درب الصــــــادقين المخــلصيــن

فلله دركم ما قصدنـــــا أن نوبـــخ أو نعاتــــب أو نجـــرح أو نهــين

إلا أنكم زد تــــــم فى هــــــــراء فزد نـا ومــــا نحن بمعـجــــــزين

فأخــــو الحـــــق دومــا كبيــــــر شأنه مهما علت أصوات اللائمين

وليس بـــــــــــك أو بغيـــــرك يصـــــاغ قدر العظام الملهمـــــــين

إنما المخلصين ذاك طبعـــهم وهذا مكانـــــهم فى الأكــــــــرمين

أمـــا من طــــاب لهـــم خـــــــــداع أنفسهم فهم بلا ريب بائسين

مصطفى إسماعيل

كم حياة سنعيشها ؟!


المدهش أنها حياة واحدة .. نحياها ثم ينتهي السباق.. يظهر بغتة خط النهاية ، نُبصر دون تحذير شارة التوقّف ؛ فلا حركة بعدها ، ولا نفس .
حياة واحدة نعيشها جميعاً ؛ فليس من الفطنة إذن أن نحياها ونحن نرتجف هلعاً ورعباً ، وليس من الفطنة كذلك أن نحياها دون أن نتعلم فيها ومنها .

وأبداً ليس بذكي ذلك الذي يحياها وكأنه لم يحيَ فيها ، يتلمّس موضع قدمه قبل الخطو ، وينظر في وجوه مَن حوله قبل النُطق ، ويلتفت خلفه قبل أن يقرر شيئاً ما ؛ حتى وإن كان بسيطاً .

يُقال إن أقصر قصة لحياة شخص ما ، هي: "ولد عاش ومات" .

الأحد، 6 نوفمبر 2011

غروب الشمس.

أقسمت ألا أكتب عن شمس الهوى .. يا له من قسم على قلبى مرير . أعاند قلمى وبعض العند كفر ... وفى القلب شوق وفى النفس كبر وضلال كبير .. فيارب قبل أن نلقاك أصلح نفوسنا فما عاد فى العمر كثير ...

دافع عن كبريائك بكل قوة وانظر إلى الأفق البعيد فالقوة التى أكسبتك إياها الحياة لا يسلبها منك إلا الموت فإن لم يكن يتبقى لك فى الدنيا غير يوم واحد فاجعله يبدو كأنه أول الأيام.


مصطفى إسماعيل

الحب والحرمان.

نعيش حياتنا نبحث عن الحب .. فى وجوه الصبايا وفى أزهار الربيع وفى ممرات العمر .. وكل زادنا فى رحلة البحث ما قرأناه من أشعار الخالدين وكتب الفلاسفة ووجوه الفتيان والفتيات المتيمين ... قرأنا كثيرا لكننا دائما بالحب جهلاء ... حتى إذا أتانا صرنا صرعى ذاك الشعور وغابت عن الحياة ألوانها وأصبحنا جزء من فيلم كلاسيكى قديم ترتسم فيه البسمات والضحكات على وجوهنا بينما عيوننا تسرد قصة الألم .. وقلوبنا لم تعد تفهم من لغات العالم رغم كل المحاولات غير لغة الحبيب.
كنا فيما مضى من العمر نعتقد أن الحب شعور رائع يغمر القلوب بربيعها الدائم ونحن قوم لا نغير عقائدنا لكننا تعلمنا من الحب درسا جديدا ... تعلمنا أن الحب إذا تبادله طرفان فتلك جنة وروح وريحان ... أما إذا وقع الحب فى قلب واحد منقطعا عن الحبيب فذلك ما يدمر الكيان ويعصف بالوجدان حيث يتكئ الحب على الحرمان وما كنا قبل ذلك نفهم ما الحرمان.
كنا نتعجب من الشاعر الأعرابى الجاهلى الذى أطاح الحرمان من حبيبته بعقله وهو يتمنى أن يكون وإياها جملين أجربين فينبذا بعيدا عن القطيع حتى يخلو العالم لهما .. كنا نضحك كثيرا ونسخر من هذه الصورة الغريبة ومن تلك البداوة فى الشعور التى اكتسبت خصائصها من تلك البيئة الصحراوية الصارمة .. لم نكن نلقى بالا لما يعانيه من طغيان الشعور بالحرمان ذلك الشعور المؤلم الذى تمنى الشاعر فى سبيل التخلص منه أن يتنازل عن الدنيا جميعها بل ويتنازل عن إنسانيته ليكون جملا ينعم بوصل ناقته التى لم يعد يرى الدنيا والحياة بماضيها وحاضرها ومستقبلها إلا فى صورتها.
الحب والحرمان ... بين الكلمتين تناقض كبير فى اللفظ والمعنى والأثر .. فالأول ذلك الشعور الدافق فى القلب بأنهار الفردوس المحلق فى سماء السعادة والعفة والطهر .. والثانى أشد مرارة على الإنسان من شجرة الزقوم ولا شك أنه ينبت فى أصل الجحيم وتتدلى ثماره للمحرومين كرءوس الشياطين.
   
مصطفى إسماعيل

لا تقبلى غيرى.

إياك أن تقبلى غيرى
فجبنا غيرى تختارى
بقلبى جنة الخلد
وجسدى كما النار
ونعيم الدنيا فى صدرى
ولذة وأنوار
وبين ذراعى أحميك
من كل مكروه وأخطار
فإنك فى الهوى عرسى
وفى عينيك أسفارى
وفيك أحفظ الله
وفيك كل أشعارى
واسمك فى العلا شمسى
ووجهك بدر أقمارى
وعينيك هما سكنى
وبينهما أجد دارى
وإنى لا ينافسنى
فى هواك متبار
ولا تقيمى بيننا سدا
وقلاعا وأسوار
فإنى ماض فيك يا أملى
يا جهرى وأسرارى
ولن أرجع أنا أبدا
حتى تقتلنى أقدارى
فلا تخدعى قلبك
بقلق منى متوارى
فتكونى كمن يهرب
من حبى إلى النار

مصطفى إسماعيل

درب الأمانى.

عندى من هواك حارس حافظ إذا لاح لعينى جميل
يهمس فى أذنى فأغض طرفى فليس لى عنك بديل
أراك قد هذبتى نفسى رغم أنى لم أجد لقلبك سبيل
فيكفى أنك أنت الحياة وأنت الشمس وأنت الدليل
وأشد ما يذهلنى قلب لم يمسه قبلك كثير أو قليل
وأشد ما يذهلنى أننى حسبت قلبى للهوى لا يميل
فإذا أنا فى محراب عينيك يداعب قلبى شعور أصيل
أمد الرجاء لعلى أحظى منك بود ودرب الأمانى طويل
حتى إذا لاقى الرجا منك جفاء ارتد خاسئا وذليل
فبكيت أيام فراغ قلبى وهيهات أن يجدى عويل

مصطفى إسماعيل

نظرات فى العشق والتصوف.

يبدو أنها كريمة الطبع أصيلة النفس حتى أنه شغف بها من أول مرة رآها .. أراد أن يقترب ليقف منهاعلى مسافة ليست قريبة جدا ولكنها تسمح له أن يسبر غور هذه المرأة الفذة التى سيطرت على قلبه منذ النظرة الأولى ... وكلما اشتد تعلقه بها يحاول الابتعاد لكنه لا يستطيع وكيف يستطيع العاشق الذى شغفه حبه أن يحرم نفسه من نسمات الحبيب ...
يختلس منها نظرات نهمات تذيب قلبه البائس .. نظرات تسافر بعيدا كما تسافر الأحلام  وتعود كما تعود الأوهام .. وربما ضبطته متلبسا بنظرة أو اثنتين وربما أفاضت عليه من كرم طبعها ومنحته نظرة خاطفة ليسافر هو الآخر مع أحلامه وأوهامه ... ويتكرر السفر مع كل نظرة أو كلمة رقيقة يتبادلها الأخوة والأصدقاء وعامة الشعب ورغم ذلك فإنها كافية لشد الرحال إلى بساتين الهوى فى أرض المحال ... أما إذا تبسمت مجاملة له فيقع هذا منه موقع من صعد إلى الفضاء ولامس السماء فيسبح بين النجوم وبين الأمانى العذاب ... يا الله على أثر ابتسام الحبيب فى نفوس العاشقين الواهمين .
إن للعشق لذة تذيب الآلام وتسرع الأيام وتغرس العفة فى عيون زائغة فلا يرى على ظهر الأرض أنثى غير حبيبته .. هكذا يفعل الهوى بالقلوب ومن هنا تبدأ التجليات وتنهمر الروحانيات على النفس العاشقة فى تدفق وانسياب يشبه ليلة من ليالى المتصوفة حيث الارتقاء فى سلم الوصول والتخلى عن المرذول والتحلى بصفات حميدة والتجلى والإلهام وتكتمل كل المعانى فى القلب ولا يدركها اللفظ .. وهنا يدعون عجز اللسان  ويكبر فى قلب العاشق هواه كما تكبر العبادة فى نفس الناسك الضال الذى أعجبته عبادته ويولد الباطل من رحم الإيمان  وهنا يصير العشق والتصوف هرطقة يستلذ بها الإنسان إذا ما تاقت نفسه لبعض من الأساطير والخرافات .

مصطفى إسماعيل

اليوم لا سياسة


اليوم لن أكتب في السياسة
ولا انتخابات وساسة
فاليوم يكفيني يا حبيبتي
أنك وحدك أنت الرياسة

تأخذني عينيك لعالم رحب
فالروح معك
وإن كان جسدي بين جُلاسَه
وكيف لعاشق مثلى أن يصغى لمن معه
وهو الذي من نور طلعتك يحبس الأنفاس

فلا شهيق ولا زفير
عن عينيك يثنيه
ولا نساء الدنيا تلهيه
لكنه الحياء من أنت تفضح العين إحساسه

وهو الذي يخشى إن مد إليك يدا
أو باح يوما بخاطره
أن تردى يده عليه
 وتقطعين له راسه

مصطفى إسماعيل
28 إبريل 2011

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

مشاعر رخيصة.

بينما أنا بصدد الكتابة فى موضوع يشغلنى كثيرا هذه الأيام وقد اخترت له عنوان "مشاعر رخيصة" طرأت على رأسى فكرة البحث فى جوجل عن موضوعات تحمل نفس العنوان حتى لا يكون كلامى قولا معادا فإذا بى أجد هذه الكلمات التى أعجبتنى كثيرا وتعبر عن الكثير مما أردت الكتابة فيه و إن كنت قد عقدت العزم على كتابة قصص قصيرة تحمل ذلك العنوان.
مشاعر رخيصة
مشاعر رخيصة ...... باعة كثر ........ و زبائن تنتظر ..
زبائن سذج أحيانا ........ وطيبون أحيانا أخرى ...
وما بين السذاجة والطيبة .. يتم البيع بـ أرخص الاسعار ..

لا أعدكم بموضوع قوي لغويا ونقاشيا وحجة وفكرة،ولا أدعي
أنني كتبت مثل تلك المواضيع من قبل ......
ولكنني مضطر لأقول ذلك ...... بعد أن أصابني القرف والغثيان ..
من مدعيي الثقافة والرومانسية ..... وأحيانا كثيرة ..... الحكمة
والذكاء ....... وربما في أحيان بسيطة.....الوسامة و خفة الدم ..
ولكي لا يتحسس البعض رؤوسهم الأن ..
فكلماتي موجهه لأبعد من المنتدى .. وعالم الانترنت ..

تعمدت أن أعنون الموضوع بـ ( مشاعر رخيصة ) ..
فالفكرة .. أكبر من علاقة بين جنسين مختلفين ..
فالرخص في المشاعر هنا .. يحدث بين أي علاقة بشرية بمختلف
أنواعها ؛ بين حبيبين .. أو زوجين .. أو صديقين ( لمختلف الجنسين ) ..
حتى تصل الى العلاقة بين الاخوان .. وأفراد العائلة ..
وحتى العلاقة بين رئيس الدولة وحاشيته .. وشعبه ..

وان أبعدنا العلاقات التي تطغى عليها المصلحة .. ويجوز
فيها النفاق والمجاملة ..واكتفينا بتلك العلاقات المقدسة
( وسأترك لنباهتكم معرفتها ) ...
ستعرفون .. أن هذا الزمن أصبح مرعبا جدا ..

ليس فقط بسبب تجبر الدول الكبرى
ولا بسبب الحروب ..
ولا التكنولوجيا ..
ولا بسبب ضعفنا كدول عربية .. واسلامية .. وعالم ثالث ..

وأن هذا الزمن .. أصبح قذرا منحطا ..
ليس فقط بسبب تفكك الاسرة .. و طغيان المادة والأنانية ..
وليس بالابتعاد عن التعاليم السماوية .. والعادات والتقاليد ...
وليس بسبب كثرة الجرائم .. وانتشار الرذائل ..فقط
بل الاستهتار بالمشاعر .. حتى أصبحت سلعة رخيصة جدا ..
ذات قيمة مؤقتة .. ان كانت لها قيمة من الأساس ..
زاد الرعب والقذارة والانحطاط في هذا الزمن ..
ولكي لا يأتي متحذلق ليقول :
نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا
أقول له:أنني أحفظ ذلك البيت منذ دخولي للمدرسة وحتى الان ..
وأقول له أيضا :أنني أعني البشر وأعمالهم بكلمة ( الزمن ) ..
فالتزم الصمت

يبدو أن الحماسة أخذتني .. وشطحت كثيرا ..
حتى أنني لم أنتبه لـ سيجارتي التي انتهى عمرها ..
بدون أن أسحب منها نفسا واحد ..
سأشعل سيجارتي الثانية .. و سأدخل للموضوع بدون فلسفة
هذه المرة ..
لا تتفاجئ لوأصبحت الحبيب الأول لأحدى الفتيات ..
أو الصديق الوفي .. والأخ الذي لم تتشارك معه بـ أم ..
لا تنصدم لو أصبحت المعلم .. والقدوة .. ومنبع الحكمة ..
والشخصية الأجمل والأروع .. والأقوى والاطيب .. والعبقري
والداهية ..

نعم ......
لا تتفاجئ ولا تنصدم .. ولا تبلع الطعم .. وتأخذك النشوة الى النهاية ..
فـ أنت:
لست الحبيب الأول ولا الأخير لكثير من الفتيات..
اللاتي يوزعن الحب بالجملة .. في مختلف الجهات ..
وأنت:
لست الفاتنة والرائعة الوحيدة لكثير من الفتيان ..
الذين يحفظون أشعار نزار قباني .. ويرددونه كـ الببغاء
أينما يذكر اسم بنت ..أو يلمح ظل فتاة ..

ولست الصديق الوفي الوحيد ..
ولست الأخ القريب ..
ولست المعلم و القدوة والاسطورة والسبورة والشحرورة الوحيد ..
فكلها مشاعر رخيصة ومبتذلة ..
تقال لكل من هب ودب .. كلمات سهلة تقال في كل مناسبة ..
يراد بها ايقاعك .. ونفخك كالبالونة .. والضحك على سذاجتك وطيبتك ..

فإن فعلت ..
## فلا تتألم لو اكتشفت أنك مجرد أهبل ولست بحبيب ..
## ولاتتوجع لو أخرج تلميذك أو صديقك أو أخوك الذي لم تراه
أبداً ؛ سكيناً و سدد طعنات متفرقة على ظهرك ..
لا تلم نفسك كثيرا .. وأنت تسمع الضحك يتعالى منه وهو يبتعد ..
قبل أن يرمقك بنظرة .. تعرف منها أنه لا أسهل من الكلمات
ولا أرخص من المشاعر ..

يبدو أنني سـأتوقف هنا .. فهاهي سيجارتي الأخيرة توشك
على الانتهاء .. مخلفة موال طويل من السعال ..
سأذهب بعده لشرب الكثير من الماء .. وألعن اليوم الذي بدأت فيه
بالتدخين ..
ولن أعود لهذا الموضوع من جديد ..
فلا تتعبوا أنفسكم بـانتقاء الردود ..
فـانني أملك من الغرور ..
ما يعيدني لقراءة الموضوع لوحده ..
والابتسام .. والرحيل ...

شقاء قلمى.

أريد أن أنام
فأفيق بعد ثلاثة أيام
بلا رؤيا تداعبنى ولا أضغاث أحلام
بلا أفكار بلا مشاعر بلا أوهام
فقط أريد أنام
فإن دق قلبى فلست أسمعه
وإن دار عقلى فالنوم يغفله
وإن جاء أجلى فلست مؤخره
وقد بلغ التمام
أريد أنام
بلا وطن تشقينى مصائبه
بلا عشق تؤلمنى جرائره
بلا سراب يخدعنى تأمله
بلا شعب بلا حكام
أريد أنام
أريد أنام بلا فكرة تؤرقنى
إلى صحوى تسابقنى
تحينى وتغرقنى
فقط أريد أنام
أريد أنام
أريد أنام بلا أوراق ولا أقلام .

مصطفى إسماعيل

الحب أرض لا تبور.

يا شمس أشرقت بالحياة
وأشعلت فى القلب نارا ونور
أما آن يا شمس أن ترحمى ذاك الفتى
الذى أذقته من عذاب الحب الثبور
فيا ليتك يا شمس تعلمين
أن قلبى مفتون وأنى بروعتك مبهور
وأنى تمنيت فى صلاتى
أن يجمع الله بينك وبينى فى سرور
ونروى بساتين الهوى بحناننا
فالحب أرض لا تبور


مصطفى إسماعيل

هذه هى الحياة

مازلت أذكر ذلك اليوم حيث لم يكن غيرنا على شاطىء البحر فى يوم شم النسيم .
 كان ذات العام الذى تخرجنا فيه فى الجامعة ..
 قررت نزول البحر وقد كان الماء رائعا تاركا الأصدقاء يلهون على رمال الشاطىء ..
اندفعت بعيدا بعيدا
وبعد أن توقفت
 وجدت نفسى وحيدا بين المياه
الأصدقاء بعيدون جدا يمرحون على الشاطىء ..
رهبة شديدة  تغلف إحساسى .
 ناديت على الإخوان ولا مجيب !!
صارخا : أنا أغرق !!
فكانوا يضحكون .. ويشيرون لى أن أغرق !!!
 كنت أضرب الماء بقوة الغضب ..
 صببت على الماء والأمواج الهادئة نيران نفسى التى غرقت بداخلى ...
الشاطىء بعيد ..
والبحر واسع جدا فارغ جدا موحش جدا هادىء جدا ..
ورغم هذا الهدوء إلا أنه التهمنى ..
فغرقت  ..
نعم غرقت فى داخل نفسى ..
استسلمت لأعماق الوحدة التى باتت تجذبنى إلى القرار ..
 لم أحاول النجاة ..
جسد فوق الماء وروح تهاوت إلى الأعماق ..
وبعد ما يقرب من ساعة تميزت فيها غضبا ...
 اقترب الإخوة منى ..
 توقفوا عن الضحك وأيقنوا جدية الموقف لما بدى على من مظاهر غضب شديد  وإرهاق أشد ...
 أرادوا مد أيديهم لإخراجى
 لكننى رفضت وطلبت منهم أن يكونوا حولى ..
وخرجت وحدى معتمدا على ذاتى وسط تعجب الإخوان ودهشتهم وهم حتى الآن لا يصدقون أننى كنت أغرق ..
نعم كنت أغرق فى أعماق الوحدة والوحشة والغربة والانعزال ...
وها أنا الآن بعد سنوات طوال أغرق فى ذات البحر..
 ولا أخ ولا صديق ولا حبيب أستمد من وجوده ما تأنس به روحى أو تسكن به نفسى أو ما يهدئ ثورتى ..
 ويشتد على الألم .
ويستبد بى الإحباط .
 وتتنازعنى الأحزان ..
ويهاجمنى اليأس و يفارقنى الأمل ..
ويسود الصمت الموحش أرجاء نفسى ..
وتنطفئ الأنوار واحدة تلو الأخرى ويقبل الظلام ..
فأحاول أن أتحسس طريقا وأتلمس مخرجا فى أعماق محيط غريب ..
 فإذا أنا ضائع فى متاهة أبدية كتب على أحد جدرانها عبارة " هذه هى الحياة ".

مصطفى إسماعيل

حياتنا.

بعد شهر وبضعة أيام سوف أكمل ثمانية وثلاثين عاما مرت كلمح البصر .. لا شك أنه عمر طويل حافل بذكريات عديدة لكنه فى الحقيقة مر سريعا وخصوصا الثلاثين سنة الأولى فقد كانت أمتع أيام حياتى ...
هناك شىء ما بداخلى يدفعنى للكتابة بل ويدفعنى للنقد الذاتى بل أكثر من ذلك بكثير فإنه يدفعنى لمحاولة سبر غور نفسى واكتشاف أخطائى فيما مر من العمر ومحاولة تصحيحها .
 قد أكون مقتنعا وراضيا عن نفسى فى كثير من الأمور لكن لأننا بشر فإننا نرتكب أخطاء وأحيانا أخطاء جسيمة ... ربما كنت غاضبا أو مكتئباً أو حزيناً وربما يائسا .. لا أعرف بالضبط !!!
إذا قدر الله لى المزيد من العمر وإذا مر عامان ختمت العقد الرابع من عمري هكذا اقتربت الأربعون وأنا أكره اقتراب الأربعين .. وما أدراك ما الأربعون .. إنه لعقد كئيب ولا شك أن ما قد يتبعه من عقود هى الأخرى أكثر كآبة.
قد يغير عام واحد عقداً كاملاً، والتحولات الحياتية تحدث بين يوم وليلة. قد أبلغ الأربعين وأنا كما أنا أو أكاد، وقد آتيها وقد أنجزت ما تأخرت في إنجازه أو قد يحال بينى وبين بلوغها, الله وحده أعلم .
ما زلت داخل جدران حياة ذاتية. هل ستأتي الأربعون وقد تخطيت نفسي وخرجت إلى الحياة الحقة والنور؟!
إنني أعتقد أن الإنسان الذي يحيا في إطار حياته وحاجاته، همومه وطموحاته الخاصة هو إنسان مقطوع عن نبع الحياة الحق.
ولن يشعر المرء بطعم أن يكون حياً قبل أن يفر من هذا الحبس الذاتي، الاختياري، بالفكر والعمل، ويكون الإنسان إنساناً.
إن نهاية الطريق المحتومة والمعلومة هي الموت. وكأن الإنسان يسير في خط مستقيم نحو هذه الوجهة، ومهما باعدت به خطواته بين أهداف وآمال أو قربت، فإنها تقربه من الموت مع كل يوم يمر وكأن الموت هو الهدف المضمون لنا بلوغه!
الحق أن الإنسان يزداد حياة كلما أدرك حضور الموت واستحضر حتميته، ورأى الأشياء والأحياء والأنباء من خلال عدسته.
ومن هنا أستطيع أن أفهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" .
فما أروع هذا التوازن فى قول الرسول الكريم وما أكبر أثره فى بلوغ الإنسان بر الأمان فى الدنيا والآخرة.
مصطفى إسماعيل

فضفضة

هل مازالت الأمانى ممكنة ؟! عشت عمرا طويلا لم أفكر فى الأمانى ولم أعيرها أى اهتمام فكانت تأتينى خاضعة .. وقتها كانت الأهداف واضحة وكلها تخضع لميزان العقل والمنطق أما الآن فأمنية واحدة ومع ذلك صعبة المنال .. هكذا الحياة عندما تخرج من ميزان العقل لتستقر فى ميزان الوجدان حتى أسهل القرارات أصبح صعبا فلا البقاء يبلغ الأمل ولا الرحيل يجنب الندم .. وتستمر رحلة الحياة العجيبة مخلفة القلب أسيرا يرسف فى قيود حريرية مابين ترهلات الأمانى والآمال وبين ما ينتظره من الندم الانكسار .
يبدو أننى غاضب جدا هذه الأيام ويبدو أيضا أننى ضقت ذرعا بتصرفات البعض وأقاويلهم وأحاديثهم المملة السمجة الممقوتة التافهة.
قد أكون على صواب أو خطأ فهذا أمر مقبول عندى ولكن المهم ألا يستمر هذا الضجر طويلا .
أنا فى حاجة للإبحار بعيدا وأفتقد بشدة لسعة البرد فى مياهنا الإقليمية حيث تخاطب ثورة البحر ثورة النفس الضجرة فتتلاشى ثورة النفس أمام تلاطم الأمواج العارمة .
رغم أننى أعترف أن الغضب من أكبر الحماقات البشرية وأحاول جاهدا ألا أغضب لكنى لا أستطيع أن أجنب نفسى ذلك الشعور خاصة عندما تتراكم حماقات البعض وتصبح تلا من القمامة وتوضع فى طريقى ونفسى قد جبلت على نبذ القاذورات والاشمئزاز من اليسير القليل منها.
أحب كثيرا الأجواء الباردة وأعشق المطر لكن أن أصادف البرود صفة فى بعض البشر هذا أمر فوق طاقتى واحتمالى خصوصا وأنا مشغول بهم أكبر وقرار أصعب.
 يبدو أننى اشتقت جدا للسعة البرد فى مدينتى فلسعتنى سيجارتى التى انشغلت عنها مستغرقا فى التفكير والكتابة وسوف أصب جام غضبى فى كل لحظة أتألم فيها على اليوم الذى بدأت فيه التدخين .
أخيرا الرجاء ألا تعيروا هذا الكلام انتباهكم فما هى إلا فضفضة نفس غاضبة وأفكار غير مرتبة فى لحظة من لحظات الضجر فى يوم مشحون بجرعة زائدة من التوتر .

مصطفى إسماعيل

أنت الحياة.

فى عينى كلام كثير
وفى قلبى حديث أطول
وكم من سؤال ثقيل يدور فى عقلى
وأخشى أن الإجابة أثقل
فأصمت وليس فى لسانى علة
لكن إرضاءك أحب إلى وأجمل
أخاف عليك خوف الأم على وليدها
وهذا ما يمسك لسانى ويكبل
فأنت حبيبتى وأنت طفلتى
وأنت الحياة جميلة تتدلل
فداك روحى يا رقيقة
فبدونك لا تعنينى الحياة ولا بها أحفل

مصطفى إسماعيل

اضحكى


اضحكى
فلا شىء عندى أجمل من ضحكتك
 ولا صباح أبهى من صباح زينته طلعتك
كم أتمنى يا شمس أن تحرقينى
بقبلة من تلك الشفاة
التى رسمت عليها بسمتك
وكم أتمنى يا شمس أن أحتويك
فأروى ظمأ بسحب أبدعتها حرارتك
فتلهو فى الفضاء حولنا
 نجوم صغيرة
 فيها من الجمال بعض من صورتك

مصطفى إسماعيل

أخشى غدا ألا أراك.

أخشى غدا ألا أراك
فهذا لقلبى جد انتهاك
وكيف لى أن أعيش يوما
لا تشرق فيه يا حبيبتى عيناك.
أخشى غدا
 وبعد غد
وكل غد
وأنا الذى احترفت هواك
فأخشى وأخشى ألا أراك
 
مازلت أحلم ببيت يجمع مقلتينا
وتلتقى فيه يدى ويداك
وشفتاى وشفتاك
وفكرة نشوى
 تعبر إلى رحم جنينه رضاك


مصطفى إسماعيل

ليس على الأرض غير حبيبتى.

لا أعرف من نساء الأرض قاطبة
غير واحدة
زهرة العمر .. أنشودة الدهر .. وهبة السماء
وهل على الأرض غيرك يا حبيبتى يوجد نساء !!
زهرة العمر التى داعب عطرها أنف المساء
أنشودة الدهر التى هز لحنها قلب الهواء
هبة غرست فى القلب عفة و نقاء
وهل على الأرض غيرك يا حبيبتى يوجد نساء !!
 
لقد كنت أعرفك منذ طفولتى
حلما عز على الفناء
واليوم أنت حقيقة واقع أشهده
واقع ألح على فى البقاء
فيا كل امرأة فى الكون عذرا
إنه ليس على الأرض غير حبيبتى يوجد نساء.
 
هذى العيون التى يسكرنى شروقها
إذا ما أذن الله لعينينا باللقاء
هذى الشفاة التى أشتاق رحيقها
تسألنى ارتواء
هذى الورود على الخدود
جنة فيحاء
وبعد ذلك تخبرون عن النساء
عذرا ..
ليس على الأرض غير حبيبتى يوجد نساء.
 
هى كالنسيم فى صبح الربيع
هى كالبدر رقة وصفاء
إذا أشرقت ترى اللجين يكسو الأرض
نورا وبهاء
وإذا توارت تركت قلبى ناسك
يسأل الله تضرعا لم شمل الفرقاء
فاعذرونى إذن إذا ما قلت
ليس على الأرض غير حبيبتى يوجد نساء.
 
تنبع الكلمات من شفتيها أنهارا وألحانا 
تملأ القلب سعادة وغناء
هذه إذن حبيبتى ورفيقة مهجتى التى
كما قلت لكم مسبقا
ليس على الأرض غيرها يوجد نساء.

مصطفى إسماعيل

بين حياء وجفاء.

أغمض عينيى لحظات
بين الفينة والفينة
فأراك ....
فأمد نفسى يا حبيبتى بزاد من هواك
 وأتساءل ؟؟؟؟
يا روح الحياة يا نبض الفؤاد يا أخت الشمس
 وأنت عندى أكثر بهاء ..
 أتساءل ؟؟؟؟
إلى متى سأظل أنظر إليكما أنت والشمس مغمض العينين
 فإن فتحت عينيى للشمس أحرقنى حرها !
 وإن فتحت عينيى إلي حسنك يحرقنى الحياء!

أعلم أننى ابن تلك الأرض
وأعلم أننى واحد من الغوغاء
وأعلم أننى عاشق وأعلم أننى قوى
وأعلم أننى أبى وأعلم أننى شجاع
والعالم كله يعلم يا حبيبتى
أنك وحدك درة السماء.
 
كم قرأت عنك فى كتب التاريخ
وفى كتب الكيمياء
قرأت أن هناك أميرة
حتما ستحتل قلبى
فيستسلم فى كبرياء
وقرأت أن نفسك ونفسى عنصرين
إذا ما اتحدا فى مركب واحد
فتلك علاقة أقوى من علاقة عنصرى الماء.
 
إذا ما غبت عنى
غاب عنى الهواء
واحترقت روحى شوقا إليك
وضاقت الأرض
وتحول العالم صحراء جرداء
وأبتهل إلى الله
أن ينزل المطر
 وأن يبرد القلب
وأن يقر العين بلقاء
وأن أسعد بلحظة فى قربك
فإذا الأرض من حسنك غناء رحباء
وإذا أنت يا حبيبتى تشرقين
فأنظر إليك بعينين
يعلم الله كم يملأهما الحياء
وأنظر إليك وأعلم
ما تحملينه لى من جفاء.
 
مصطفى إسماعيل

ليتها تعرف.

تلومنى حيث أنى عشقتها
فليتها تعرف أن قلبى ليس مثل قلبها
وأن  عينى التى تأملت قداسة وجهها
ليست مثل عينها
وأن خيالى الذى بنى لها على الرمال قصورا
ليس أيضا كخيالها
وأن عمرى الذى طافت به حسان الأرض
لم يفتن بغير حسنها
وأن ليلى الذى بته متفكرا روعة سحرها
لم يكن أيضا مثل ليلها
وأن صباحى الذى أشرقت فيه شمسها
مختلف تماما عن صباحها
وأيامى التى ذقت فيها مرارة غيابها
ليست كأيامها

ليتها تعرف أن القلوب أرزاق
و أنى أحمد الله فلم يرزقنى قلبا قاسيا كقلبها
ليتها تعرف ان الهوى طلاسم وشفرات
لم تستطع فهم أسرارها
ليتها تعرف أنى أحببت كل ما تحب
وكرهت أدنى ما يؤذى نفسها
ليتها تعرف وتعرف وتعرف
فلو أنها تعرف ما وجهت إلى باللوم سهامها

مصطفى إسماعيل

سأكتـم حبـى.

سأكتـم حبـى فى داخـلى       
وأرحـل عنـك لأبعد مـدى
وإن باح قلبـى يومـا بـه       
أعاد الصـدر إليـه الصدى
وإذا راودتنـى نفسـى إليك      
أغـالـب نفسـى  فيما بدا 
وما خفى منـه أواسـى به      
ذكـرى أرادت أن تخـلـدا
ذكرى حـب حبـيس الفؤاد      
لم يضـرب  لــه موعـدا
ولم تروه يومـا سحـابـة      
ولم  يتهـادى عليـه الندى
ولم يصـدح لسـانى بـه       
ولم يـر يومـا نـور الفضا
أحـاول جهدى نســيانه       
هيهات يسلو قلبـى ما شدا
وهيهات أسلو أجمل عيون   
وقد ألهمت روحـى قصائدا
فمن لم يمس الحب قلبـه        
فإن حياتـه ذهبـت سدى
ومن أنكـر نبــع الحياة       
فإن لـه قلبـا جـاحــدا
فإن كان حظـى أشقـى به      
فإنى راض بما قد قضـى
وأسأل ربـى العلى رحمـة      
ومنه تعالى العفو والرضا

مصطفى إسماعيل

مصير عاشق.

أحببتها فاتهمتنى بالجنون
أهذا جزاء العاشق المفتون
لم ألمح فيكى يا حبيبتى من قبل قسوة
فلما الآن تستبدلين بالحق الظنون
 
أعرف أنك على ذلك الطرف الآخر من العالم
حيث الوصول مستحيل
والاقتراب مستحيل
والبدء مستحيل
والتفكير مستحيل
وأنا لم أفهم أبدا معنى كلمة مستحيل
 
ربما أحتاج معلما حاذقا بالمحال
ربما أحتاج طبيبا يبحر فى أعماق نفسى
ليستخرج هواك من كل الأرجاء
ربما أحتاج رقية يكشف الله بها ما أصابنى من ابتلاء
ربما أحتاج منك نظرة تقدير فإن مثلى لا يستحق الازدراء


أتسخرين من قلب ملأته محبتك
أتسخرين من عقل نقشت فيه صورتك
أتسخرين من رجل تسعده فرحتك
فيا ليتك لم تقولى شيئا
فقد عرفت من قبل ذاك القول إجابتك.


لعمرك ما كان عقلى ناقص
وما كنت يوما من السفهاء
وما يشغلنى مدح البعض
ولا يضيرنى منهم هجاء
وأقبل دوما أن أموت
ولا أقبل أبدا جرح الكبرياء

مصطفى إسماعيل

قلب عنيد.

ألملم نفسى
فلم يعد باق إلا حطام
رغم الألم
رغم الجراح
رغم الانهزام
مازال ذاك القلب ينبض فى الركام
مازال يهذى بتمتمات
بعدما نضب الكلام
مازال يتلو تعاويذ الهوى
مازال ينبض بالغرام
يا أيها القلب الذى سلمت عقلى
للجنون
وأسرت روحى
وأورثت نفسى للأسى
أما يكفيك ما أصابك من هوان
وما أصابنى من شجون
أما يكفيك ما أذقتنى من الأوهام
وما خضت فيه من أحلام
حتى الحقيقة لاحت لعينى ظنون
كم قلت لك يا قلب
 كفاك
كفاك من الهوى
الشمس ليست تعشقك
ويوما سيأتى
و بحرها ستحرقك
حتى إذا علمت بذاك
انكوى بكلامها كيانى
واسودت لعينى أيامى
واحترقت يا قلبى
 بما صنعت يداك
ألم أقل لك قبل كل هذا الذل
كفاك

مصطفى إسماعيل

ترانيم فى محراب الشمس.

أنت يا من غرست بقلبى بذور الهوى نبضات ونبضات .. كيف السبيل الآن إلى اقتلاعه بعدما صار الهوى أشجارا وغابات .. وكيف السبيل إلى اقتلاعه وجذوره فى أعماق القلب السحيقة متغلغلات .. كيف السبيل !! كيف السبيل !! وأنت السبيل التى من دونها تاهت الخطوات .. وبدون طيفك أيتها الشمس لا ريب قد أظلمت الحياة. 

أشتاق رؤيتك وأخشاها .. فمن يعشق الشمس يغمض عينه عنها إذا رآها .. وأنت يا شمس غاية الروح ومنتهاها .. وسأفتح فى العلا عينى حتى إذا أحرقها شعاعك وأعماها .


تأخذنى عيناك الرائعتان إلى عالم جميل.. حيث الورود يراقصها الربيع .. حيث تختالين فى ثوبك الأبيض فى حفل الأحلام .. حيث لا شىء أجمل من وجهك المشرق فى مراسم الأنوار ..

لقد ألقى الله بذور هواك فى قلبى وما كنت أدرى ساعتها أن قلبى خصيب .. فنمت فى عنفوان غابات العشق والهوى وامتلأ القلب بسحر الحبيب .. فلم أعد أدري في هواك أمجنون أنا أم ما زلت عاقل ولبيب .. ولم يعد لي من هواك بد فأنت الداء وأنت الطبيب .. أنفدت كي أراك كل حيلة وأخشى فشل حيلي القريب .. وصعب أن أعيش ولا أراك وأصعب أن أعيش عنك غريب .. أراني أموت إن منعت عنك وهذا خطب على نفسي عصيب ..


مصطفى إسماعيل

الخميس، 3 نوفمبر 2011

رسائل بلا عنوان .

إننى إذا أحببت أن أكتب ... لا أكتب شيئا .. وإذا أردت أن أصمت يعاندنى القلم ويكتب كل شىء .. هكذا قلمى عنيد وأملى بعيد وعينى لا ترى فى الحياة محال وقلبى مفتون بالخيال .. وبما أننى عاقل .. بما أننى إنسان .. فرسائلى من أرض الأخطاء إلى شمس النور والطهر والنقاء .. هذا إن كان لرسائلى عنوان.

نحن نرى الدنيا بعيوننا وعقولنا حتى إذا أصابتنا سهام الحب فنراها فقط بقلوبنا فتستوى عندئذ خطوط الطول والعرض فلا الزمان زمان ولا الأرض أرض.

نظرت للحياة فوجدتها بستانا ورأيتك أجمل الزهرات ، ونظرت للحياة ثانية فوجدتها مرتعا للقبح فلذت بالنظر إلى جمالك حتى لا يفسد ذوقى .... ثم نظرت للحياة وأمعنت النظر فأيقنت أنك أنت يا حبيبتى روح الحياة.

هل يمكن أن تتحقق الآمال والأحلام كلها معا دفعة واحدة ... وما كل آمالى وأحلامى إلا أنت.... فلست أرى فى الدنيا كلها إلا أنت .. ولا يشغل فكرى سواك .. فهل يجود على الزمان بقلبك أنت ...

قبل أن أنام دعينى أتأمل صورتك ، فأنا اعتدت أن أتأملك حتى حينما أقابلك وأتحدث إليك أتأملك ، فأنت فكرة رائعة وامرأة ساحرة ونجمة مشرقة وأنا مغرم بالفلك ومفتون بالبحر وعاشق للسماء .. آه لو جمعتنا ليلة قمرية سنعرف ساعتها أن فى الأرض جنة لا يدخلها إلا الألفاء.

عندما تكون صورتك هى أول ما أراه هذا الصباح فلا شك أنه صباح جميل .. كم أحبك عندما تشرقين وعندما تغربين وعندما تلهبين وجدانى بأشعة العشق اللافحة بين الشروق  والغروب. كم أعشقك أيتها الشمس..

أيتها الشمس عندما تشرقين تتلألأ أنوار الاحتفالات فى جوانب قلبى ، وعندما تغربين عنى يتيه قلبى فى ظلمات نفسى ..  كم أتمناك يا شمس! وكم أعشق الشروق! وكم أكره الأيام التى ضاعت وتضيع ما بين غروب وغروب.

رأيتك بفرحة طفل صغير أقبل يوما عليه الزمن ، يداعب قلبى شعور أصيل ويملأ نفسى الرضا والأمل ، وخامر فكرى صراع كبير يسكت لسانى ويمحو الأمانى وأصير فريسة للأسى والحزن ... وتذهبين كأنما أدبر عنى الزمان ويأتى الشجن .. وقد تركت فى شغاف القلب صورتك روعتك رقتك وحسنك وجبال أشواق إلى تكرار رؤيتك .

عندما أغضب أكتب وعندما أحزن أكتب وعندما أفرح أكتب وعندما أخطئ أكتب وعند الفوز أكتب وعند الخسارة أكتب وعندما أحب أكتب ولو كرهت أكتب .. لكنى الآن غير قادر على الكتابة ترى أهو تزاحم الأفكار فى رأسى أم تزاحم المشاعر أم ترانى أفلست فلا فكر ولا شعور!!!

 فى ضلالة العشق أهيم فى فضاء غير مأهول بالبشر فقط تسكنه الأوجاع والأحزان والأشواق والفراق والأوهام ...

كنا نرى الشمس وننعم بنورها ولو لدقائق قليلة تملأنا فيها بالأمل و تلقى فى القلب سعادة هى الوقود الذى نستمر به ليوم جديد .. أما الآن وقد غابت الشمس وسط الغيوم فقد طالت الأيام والليالى وأصبح الزمن أبطأ من سلحفاة مقطوعة الأرجل فأصبح الأمس فى تذكره كالأسبوع الماضى والأسبوع الماضى كالعام الماضى ويبدو أننى سأعيش قرونا فى الأيام الآتية ... هذا ما جنته أيدينا تبت أيدينا!!!

إن كنت تكرهيننى فأنا اعشقك وإن كنت تسخرين منى فأنا أحترمك وإن كنت قد نبذتنى فأنا قد غرستك فى صميم القلب وإن كنت قد زلزلتى كيانى فأنا أوثرك على نفسى فسعادتك أهم عندى وأولى من سعادتى وابتسامتك أحب إلى من بسمات الدنيا كلها.

مازالت رحى الحرب دائرة بين قلبى وعقلى .. العقل فرض سيطرته على مجريات المعركة فهو يملك القوة والقدرة معا ... وذاك القلب الجريح الثائر مازال يدافع عن كبريائه فى موقعة الحب المستحيل... وأنا حائر يعتصرنى الألم فساعة أرق للقلب وساعة أصب عليه جام غضبى وساعة أذكر ربى فتسكن روحى التى تحاول فرض السلام وإنهاء الصراع.

كلما تصورت أنى اعتدت البعد .. يعاودنى الشوق فيستنزف طاقتى النفسية ويقل الأكسجين فى الهواء فلا الكتابة تغنينى ولا القراءة تلهينى ويأتى الندم سفيرا عن الأوجاع فتقطر العين عبرات جمدتها برودة الوحدة وأسالها لهيب الاشتياق.

أنت يا من غرست بقلبى بذور الهوى نبضات ونبضات .. كيف السبيل الآن إلى اقتلاعه بعدما صار الهوى أشجارا وغابات .. وكيف السبيل إلى اقتلاعه وجذوره فى أعماق القلب السحيقة متغلغلات .. كيف السبيل !! كيف السبيل !! وأنت السبيل التى من دونها تاهت الخطوات .. وبدون طيفك أيتها الشمس لا ريب قد أظلمت الحياة.


أتسخرين من قلب ملأته محبتك ..  أتسخرين من عقل نقشت فيه صورتك .. أتسخرين من رجل تسعده فرحتك ... فيا ليتك لم تقولى شيئا ... فقد عرفت من قبل ذاك القول إجابتك.


يا صورة الحسن فى جبين الجمال ... يا لهفة القلب يا سحر الخيال .. يا شمس الصباح يا حلمى الحلال .. يا أنشودتى .. يا مهجتى.. أشتاق إليك ... كما أشتاق لتلك الليلة التى يبلغ فيها أملى الكمال.


غابت الشمس وساد الليل أرجاء النفس واستغل العقل ذاك الانكسار ليفرض سيطرته رغم ثورات القلب المتتالية ... نجوم كثيرة تتلألأ فى الفضاء من حولى ولكنى لا أرضى عن الشمس بديلا ... كم أشتاق للشمس للوهم للحلم للخيال والمحال فما أروع التحليق وما أقبح الزحف على الرمال.


مصطفى إسماعيل