الجمعة، 4 نوفمبر 2011

حياتنا.

بعد شهر وبضعة أيام سوف أكمل ثمانية وثلاثين عاما مرت كلمح البصر .. لا شك أنه عمر طويل حافل بذكريات عديدة لكنه فى الحقيقة مر سريعا وخصوصا الثلاثين سنة الأولى فقد كانت أمتع أيام حياتى ...
هناك شىء ما بداخلى يدفعنى للكتابة بل ويدفعنى للنقد الذاتى بل أكثر من ذلك بكثير فإنه يدفعنى لمحاولة سبر غور نفسى واكتشاف أخطائى فيما مر من العمر ومحاولة تصحيحها .
 قد أكون مقتنعا وراضيا عن نفسى فى كثير من الأمور لكن لأننا بشر فإننا نرتكب أخطاء وأحيانا أخطاء جسيمة ... ربما كنت غاضبا أو مكتئباً أو حزيناً وربما يائسا .. لا أعرف بالضبط !!!
إذا قدر الله لى المزيد من العمر وإذا مر عامان ختمت العقد الرابع من عمري هكذا اقتربت الأربعون وأنا أكره اقتراب الأربعين .. وما أدراك ما الأربعون .. إنه لعقد كئيب ولا شك أن ما قد يتبعه من عقود هى الأخرى أكثر كآبة.
قد يغير عام واحد عقداً كاملاً، والتحولات الحياتية تحدث بين يوم وليلة. قد أبلغ الأربعين وأنا كما أنا أو أكاد، وقد آتيها وقد أنجزت ما تأخرت في إنجازه أو قد يحال بينى وبين بلوغها, الله وحده أعلم .
ما زلت داخل جدران حياة ذاتية. هل ستأتي الأربعون وقد تخطيت نفسي وخرجت إلى الحياة الحقة والنور؟!
إنني أعتقد أن الإنسان الذي يحيا في إطار حياته وحاجاته، همومه وطموحاته الخاصة هو إنسان مقطوع عن نبع الحياة الحق.
ولن يشعر المرء بطعم أن يكون حياً قبل أن يفر من هذا الحبس الذاتي، الاختياري، بالفكر والعمل، ويكون الإنسان إنساناً.
إن نهاية الطريق المحتومة والمعلومة هي الموت. وكأن الإنسان يسير في خط مستقيم نحو هذه الوجهة، ومهما باعدت به خطواته بين أهداف وآمال أو قربت، فإنها تقربه من الموت مع كل يوم يمر وكأن الموت هو الهدف المضمون لنا بلوغه!
الحق أن الإنسان يزداد حياة كلما أدرك حضور الموت واستحضر حتميته، ورأى الأشياء والأحياء والأنباء من خلال عدسته.
ومن هنا أستطيع أن أفهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" .
فما أروع هذا التوازن فى قول الرسول الكريم وما أكبر أثره فى بلوغ الإنسان بر الأمان فى الدنيا والآخرة.
مصطفى إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق