الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

انتـفـــــــاء الحـــــب

فى مساء يوم من أيام الغربة ركبت "تاكسى" عائدا من العمل إلى البيت , وكان السائق من أبناء الصعيد وكان متألما محطم القلب قص علىَ قصته ولا أدرى لماذا قصها علىَ ، ورغم أنى كنت فى مزاج سىء وبطبعى لا أحب أحاديث السائقين والحلاقين لكنى انفعلت معه وتأثرت بمشاعره الصادقة وحزنه العميق وانكسار قلبه وكنت أستمع إليه فقط  دون أن أشاركه الحديث بينما آلة الخيال لدى تعمل بكل طاقتها وتيار الوعى يتدفق فى هدوء كالوقود الذى آنس فى نفسى قبس من نار فارتفعت ألسنة اللهب داخل وجدانى فكان حديثه بمثابة مونولوج داخلى لكنه مسموع  فصغت المشهد الأخير من قصته كما تخيلتها فى السطور الآتية علنى أكون صادقا فى نقل هذا الشعور وإن كنت قد سكبت عليه بعضا من ذاتى .


انتـفـــــــاء الحـــــب

قالت :
           أنت وهم سيطر على وجدانى أنت سراب بين العاشقين

          صنعتك بقلمى ورسمت ملامحك بقلبى بين أحزان وأنين

          فإن كنت قد أحببتك يوما فقد بات ذلك من أساطير الأولين

          كذبة كان هواك فقد علمتنى أن لا أحب  الخائنين      

          فاليوم قد غادرت قلبى بلا ذكرى ولا عزاء للكاذبين

          ارحل اليوم عنى أو مت فليس فى قلبى شوق إليك ولا حنين

فقلت:

من بلاد الحقيقة قـــد أتيــــــــت ولست دربا من خيــــــــال الأولين

ولم تكـــــــن قصتى قيـــد أنامــــــلك بل صـــــاغها رب العالمـــين

فإن يكــــــن مــــوتى نهـايــــــة قصــة فهى بــاقيـــة بقاء الخالدين

يعــرف حقها كل ذى قلــــــب وفى  ويغفــل عن فهمهـــا الخائنين

الذين راحـــــوا وراء كل مبرر زائف لينـــــــــــام ضميرهم ويستكين

بعدما سقطوا من عيون رءوسهم قبل أن تسقطهم عيون الآخرين

وإن كان قلمــك قلم كاذب يسطر الأكاذيــــب فإنــــك أيضا تكذبين

أمـا قلمـى فـروضتــــه فارتــــاد درب الصــــــادقين المخــلصيــن

فلله دركم ما قصدنـــــا أن نوبـــخ أو نعاتــــب أو نجـــرح أو نهــين

إلا أنكم زد تــــــم فى هــــــــراء فزد نـا ومــــا نحن بمعـجــــــزين

فأخــــو الحـــــق دومــا كبيــــــر شأنه مهما علت أصوات اللائمين

وليس بـــــــــــك أو بغيـــــرك يصـــــاغ قدر العظام الملهمـــــــين

إنما المخلصين ذاك طبعـــهم وهذا مكانـــــهم فى الأكــــــــرمين

أمـــا من طــــاب لهـــم خـــــــــداع أنفسهم فهم بلا ريب بائسين

مصطفى إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق