الخميس، 3 نوفمبر 2011

رسائل بلا عنوان .

إننى إذا أحببت أن أكتب ... لا أكتب شيئا .. وإذا أردت أن أصمت يعاندنى القلم ويكتب كل شىء .. هكذا قلمى عنيد وأملى بعيد وعينى لا ترى فى الحياة محال وقلبى مفتون بالخيال .. وبما أننى عاقل .. بما أننى إنسان .. فرسائلى من أرض الأخطاء إلى شمس النور والطهر والنقاء .. هذا إن كان لرسائلى عنوان.

نحن نرى الدنيا بعيوننا وعقولنا حتى إذا أصابتنا سهام الحب فنراها فقط بقلوبنا فتستوى عندئذ خطوط الطول والعرض فلا الزمان زمان ولا الأرض أرض.

نظرت للحياة فوجدتها بستانا ورأيتك أجمل الزهرات ، ونظرت للحياة ثانية فوجدتها مرتعا للقبح فلذت بالنظر إلى جمالك حتى لا يفسد ذوقى .... ثم نظرت للحياة وأمعنت النظر فأيقنت أنك أنت يا حبيبتى روح الحياة.

هل يمكن أن تتحقق الآمال والأحلام كلها معا دفعة واحدة ... وما كل آمالى وأحلامى إلا أنت.... فلست أرى فى الدنيا كلها إلا أنت .. ولا يشغل فكرى سواك .. فهل يجود على الزمان بقلبك أنت ...

قبل أن أنام دعينى أتأمل صورتك ، فأنا اعتدت أن أتأملك حتى حينما أقابلك وأتحدث إليك أتأملك ، فأنت فكرة رائعة وامرأة ساحرة ونجمة مشرقة وأنا مغرم بالفلك ومفتون بالبحر وعاشق للسماء .. آه لو جمعتنا ليلة قمرية سنعرف ساعتها أن فى الأرض جنة لا يدخلها إلا الألفاء.

عندما تكون صورتك هى أول ما أراه هذا الصباح فلا شك أنه صباح جميل .. كم أحبك عندما تشرقين وعندما تغربين وعندما تلهبين وجدانى بأشعة العشق اللافحة بين الشروق  والغروب. كم أعشقك أيتها الشمس..

أيتها الشمس عندما تشرقين تتلألأ أنوار الاحتفالات فى جوانب قلبى ، وعندما تغربين عنى يتيه قلبى فى ظلمات نفسى ..  كم أتمناك يا شمس! وكم أعشق الشروق! وكم أكره الأيام التى ضاعت وتضيع ما بين غروب وغروب.

رأيتك بفرحة طفل صغير أقبل يوما عليه الزمن ، يداعب قلبى شعور أصيل ويملأ نفسى الرضا والأمل ، وخامر فكرى صراع كبير يسكت لسانى ويمحو الأمانى وأصير فريسة للأسى والحزن ... وتذهبين كأنما أدبر عنى الزمان ويأتى الشجن .. وقد تركت فى شغاف القلب صورتك روعتك رقتك وحسنك وجبال أشواق إلى تكرار رؤيتك .

عندما أغضب أكتب وعندما أحزن أكتب وعندما أفرح أكتب وعندما أخطئ أكتب وعند الفوز أكتب وعند الخسارة أكتب وعندما أحب أكتب ولو كرهت أكتب .. لكنى الآن غير قادر على الكتابة ترى أهو تزاحم الأفكار فى رأسى أم تزاحم المشاعر أم ترانى أفلست فلا فكر ولا شعور!!!

 فى ضلالة العشق أهيم فى فضاء غير مأهول بالبشر فقط تسكنه الأوجاع والأحزان والأشواق والفراق والأوهام ...

كنا نرى الشمس وننعم بنورها ولو لدقائق قليلة تملأنا فيها بالأمل و تلقى فى القلب سعادة هى الوقود الذى نستمر به ليوم جديد .. أما الآن وقد غابت الشمس وسط الغيوم فقد طالت الأيام والليالى وأصبح الزمن أبطأ من سلحفاة مقطوعة الأرجل فأصبح الأمس فى تذكره كالأسبوع الماضى والأسبوع الماضى كالعام الماضى ويبدو أننى سأعيش قرونا فى الأيام الآتية ... هذا ما جنته أيدينا تبت أيدينا!!!

إن كنت تكرهيننى فأنا اعشقك وإن كنت تسخرين منى فأنا أحترمك وإن كنت قد نبذتنى فأنا قد غرستك فى صميم القلب وإن كنت قد زلزلتى كيانى فأنا أوثرك على نفسى فسعادتك أهم عندى وأولى من سعادتى وابتسامتك أحب إلى من بسمات الدنيا كلها.

مازالت رحى الحرب دائرة بين قلبى وعقلى .. العقل فرض سيطرته على مجريات المعركة فهو يملك القوة والقدرة معا ... وذاك القلب الجريح الثائر مازال يدافع عن كبريائه فى موقعة الحب المستحيل... وأنا حائر يعتصرنى الألم فساعة أرق للقلب وساعة أصب عليه جام غضبى وساعة أذكر ربى فتسكن روحى التى تحاول فرض السلام وإنهاء الصراع.

كلما تصورت أنى اعتدت البعد .. يعاودنى الشوق فيستنزف طاقتى النفسية ويقل الأكسجين فى الهواء فلا الكتابة تغنينى ولا القراءة تلهينى ويأتى الندم سفيرا عن الأوجاع فتقطر العين عبرات جمدتها برودة الوحدة وأسالها لهيب الاشتياق.

أنت يا من غرست بقلبى بذور الهوى نبضات ونبضات .. كيف السبيل الآن إلى اقتلاعه بعدما صار الهوى أشجارا وغابات .. وكيف السبيل إلى اقتلاعه وجذوره فى أعماق القلب السحيقة متغلغلات .. كيف السبيل !! كيف السبيل !! وأنت السبيل التى من دونها تاهت الخطوات .. وبدون طيفك أيتها الشمس لا ريب قد أظلمت الحياة.


أتسخرين من قلب ملأته محبتك ..  أتسخرين من عقل نقشت فيه صورتك .. أتسخرين من رجل تسعده فرحتك ... فيا ليتك لم تقولى شيئا ... فقد عرفت من قبل ذاك القول إجابتك.


يا صورة الحسن فى جبين الجمال ... يا لهفة القلب يا سحر الخيال .. يا شمس الصباح يا حلمى الحلال .. يا أنشودتى .. يا مهجتى.. أشتاق إليك ... كما أشتاق لتلك الليلة التى يبلغ فيها أملى الكمال.


غابت الشمس وساد الليل أرجاء النفس واستغل العقل ذاك الانكسار ليفرض سيطرته رغم ثورات القلب المتتالية ... نجوم كثيرة تتلألأ فى الفضاء من حولى ولكنى لا أرضى عن الشمس بديلا ... كم أشتاق للشمس للوهم للحلم للخيال والمحال فما أروع التحليق وما أقبح الزحف على الرمال.


مصطفى إسماعيل

هناك تعليق واحد: