الأحد، 6 نوفمبر 2011

نظرات فى العشق والتصوف.

يبدو أنها كريمة الطبع أصيلة النفس حتى أنه شغف بها من أول مرة رآها .. أراد أن يقترب ليقف منهاعلى مسافة ليست قريبة جدا ولكنها تسمح له أن يسبر غور هذه المرأة الفذة التى سيطرت على قلبه منذ النظرة الأولى ... وكلما اشتد تعلقه بها يحاول الابتعاد لكنه لا يستطيع وكيف يستطيع العاشق الذى شغفه حبه أن يحرم نفسه من نسمات الحبيب ...
يختلس منها نظرات نهمات تذيب قلبه البائس .. نظرات تسافر بعيدا كما تسافر الأحلام  وتعود كما تعود الأوهام .. وربما ضبطته متلبسا بنظرة أو اثنتين وربما أفاضت عليه من كرم طبعها ومنحته نظرة خاطفة ليسافر هو الآخر مع أحلامه وأوهامه ... ويتكرر السفر مع كل نظرة أو كلمة رقيقة يتبادلها الأخوة والأصدقاء وعامة الشعب ورغم ذلك فإنها كافية لشد الرحال إلى بساتين الهوى فى أرض المحال ... أما إذا تبسمت مجاملة له فيقع هذا منه موقع من صعد إلى الفضاء ولامس السماء فيسبح بين النجوم وبين الأمانى العذاب ... يا الله على أثر ابتسام الحبيب فى نفوس العاشقين الواهمين .
إن للعشق لذة تذيب الآلام وتسرع الأيام وتغرس العفة فى عيون زائغة فلا يرى على ظهر الأرض أنثى غير حبيبته .. هكذا يفعل الهوى بالقلوب ومن هنا تبدأ التجليات وتنهمر الروحانيات على النفس العاشقة فى تدفق وانسياب يشبه ليلة من ليالى المتصوفة حيث الارتقاء فى سلم الوصول والتخلى عن المرذول والتحلى بصفات حميدة والتجلى والإلهام وتكتمل كل المعانى فى القلب ولا يدركها اللفظ .. وهنا يدعون عجز اللسان  ويكبر فى قلب العاشق هواه كما تكبر العبادة فى نفس الناسك الضال الذى أعجبته عبادته ويولد الباطل من رحم الإيمان  وهنا يصير العشق والتصوف هرطقة يستلذ بها الإنسان إذا ما تاقت نفسه لبعض من الأساطير والخرافات .

مصطفى إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق