الجمعة، 4 نوفمبر 2011

فضفضة

هل مازالت الأمانى ممكنة ؟! عشت عمرا طويلا لم أفكر فى الأمانى ولم أعيرها أى اهتمام فكانت تأتينى خاضعة .. وقتها كانت الأهداف واضحة وكلها تخضع لميزان العقل والمنطق أما الآن فأمنية واحدة ومع ذلك صعبة المنال .. هكذا الحياة عندما تخرج من ميزان العقل لتستقر فى ميزان الوجدان حتى أسهل القرارات أصبح صعبا فلا البقاء يبلغ الأمل ولا الرحيل يجنب الندم .. وتستمر رحلة الحياة العجيبة مخلفة القلب أسيرا يرسف فى قيود حريرية مابين ترهلات الأمانى والآمال وبين ما ينتظره من الندم الانكسار .
يبدو أننى غاضب جدا هذه الأيام ويبدو أيضا أننى ضقت ذرعا بتصرفات البعض وأقاويلهم وأحاديثهم المملة السمجة الممقوتة التافهة.
قد أكون على صواب أو خطأ فهذا أمر مقبول عندى ولكن المهم ألا يستمر هذا الضجر طويلا .
أنا فى حاجة للإبحار بعيدا وأفتقد بشدة لسعة البرد فى مياهنا الإقليمية حيث تخاطب ثورة البحر ثورة النفس الضجرة فتتلاشى ثورة النفس أمام تلاطم الأمواج العارمة .
رغم أننى أعترف أن الغضب من أكبر الحماقات البشرية وأحاول جاهدا ألا أغضب لكنى لا أستطيع أن أجنب نفسى ذلك الشعور خاصة عندما تتراكم حماقات البعض وتصبح تلا من القمامة وتوضع فى طريقى ونفسى قد جبلت على نبذ القاذورات والاشمئزاز من اليسير القليل منها.
أحب كثيرا الأجواء الباردة وأعشق المطر لكن أن أصادف البرود صفة فى بعض البشر هذا أمر فوق طاقتى واحتمالى خصوصا وأنا مشغول بهم أكبر وقرار أصعب.
 يبدو أننى اشتقت جدا للسعة البرد فى مدينتى فلسعتنى سيجارتى التى انشغلت عنها مستغرقا فى التفكير والكتابة وسوف أصب جام غضبى فى كل لحظة أتألم فيها على اليوم الذى بدأت فيه التدخين .
أخيرا الرجاء ألا تعيروا هذا الكلام انتباهكم فما هى إلا فضفضة نفس غاضبة وأفكار غير مرتبة فى لحظة من لحظات الضجر فى يوم مشحون بجرعة زائدة من التوتر .

مصطفى إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق